شهد المغرب خلال الليالي الماضية موجة من التظاهرات التي قادها الشباب، حيث اندلعت مسيرات واعتصامات في ما لا يقل عن عشر مدن، وأسفرت عن عشرات الاعتقالات بعد أن نشرت السلطات وجوداً أمنياً مكثفاً لتفريق التجمعات. هذه التعبئة، التي يقودها بشكل رئيسي شباب من جيل “زد” عبر المنصات الرقمية، تعكس حالة استياء متزايدة من أوجه القصور في قطاعي الصحة والتعليم—التي برزت بشكل خاص عقب أحداث مأساوية مثل وفاة ثماني نساء في مستشفى بأكادير.
نُظّمت الاحتجاجات عبر الإنترنت، واتسمت بكونها سريعة الحركة، تشمل اعتصامات ومسيرات تتفرق بسرعة مع وصول قوات الأمن. وقد أُفيد باعتقال ما بين 120 و200 شخص منذ عطلة نهاية الأسبوع، أُفرج عن العديد منهم بعد استجوابات قصيرة. وتتمحور أبرز الشعارات حول المطالبة باستثمارات عاجلة في المستشفيات، وتحسين ظروف المدارس، وزيادة الشفافية في الحكم، وتوسيع آفاق العمل للشباب. كما وجّه المحتجون انتقادات لإنفاق الدولة على الأحداث الرياضية الكبرى بدلاً من الخدمات الاجتماعية.
من جانبها، أصدرت السلطات المغربية تعليقات محدودة، متمسكة بموقف وقائي يركز على احتواء التحركات وتقييد الوصول إلى مواقع التظاهر. ومع استمرار المسيرات في المدن الكبرى وتصاعد الدعوات عبر الإنترنت للتحرك، قد يتوقف مسار الحركة على كيفية استجابة الحكومة لمطالب الصحة والتعليم، وقدرتها على التفاعل مع قاعدة شبابية مترابطة وواسعة الانتشار.



